سهَّلت الهواتف التعامل مع شبكة الإنترنت، والدخول على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إنجاز عدد كبير من المعاملات والأنشطة اليومية. لكن الجهاز نفسه، يُعتبر أكثر أجهزة التكنولوجيا المؤثرة على جسم الإنسان وصحته النفسية في القرن الحالي، وتعتبر الأجزاء الأكثر تأثرًا في الجسم هم العين، الرقبة، والكتفين.
لكن دراسات نفسية واجتماعية حديثة، رصدت نوعاً جديداً من الرهاب الذي ارتبط بالهواتف الذكية، أطلقوا عليه "النوموفوبيا"، وهو يعني الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول، أو الوجود في منطقة خارج نطاق شبكة الاتصال.
رصد الباحثون انتشار أحد أنواع الرهاب الجديدة، والتي أطلقوا عليها النوموفوبيا، وهي حالة من الخوف تصيب المرء بمجرد تفكيره في فقدان هاتفه المحمول، أو حتى نسيانه في المنزل. وينتشر هذا الاضطراب بصورة كبيرة بين الشباب في المرحلة العمرية بين 18 و24 سنة. وذكرت دراسة أجريت على النوموفوبيا أن 77% من العينة لا يمكنهم الابتعاد عن هواتفهم المحمولة لأي فترة بسيطة، ولو كانت ثواني. وتبين أن النساء أكثر هوساً بفقدان هواتفهن من الرجال. وكشفت الدراسة أن معدل فقد الهاتف المحمول بالنسبة للبعض يصل إلى متوسط 34 مرة يومياً، وأن 75% يستخدمون هواتفهم حتى في الحمام.
تتجاوز حالة الخوف المرضي لفقدان أو نسيان الهاتف المحمول، إلى فقدان القدرة على الاتصال عند الوجود في منطقة خارج نطاق التغطية. وتعتبر أبرز أعراض هذا الاضطراب عدم قدرة المصاب على إطفاء هاتفه، تفقد الرسائل الإلكترونية أو النصيّة، والمكالمات التي لم يجب عليها بشيء من الهوس، وتجد المصاب يتأكد باستمرار من شحن البطارية.
يبقى الحل الأول والأخير، التعاطي مع الهواتف الذكية على قاعدة الاستخدام المعتدل. بحيث نستفيد من الخدمات التي توفرها هواتفنا الذكية باعتدال دون اضرار أجسامنا وعلاقاتنا الاجتماعية.